كشفت الأبحاث العلمية أن هناك بعض الظواهر التي تبدو غير مرتبطة مع بعضها البعض في ظاهرها ولكنها في الحقيقة تتجمع في الفترة ذاتها وتتحول في الوقت ذاته. وكثيرًا ما تكون هذه الظواهر متكررة وتتبع نموذجًا ذو طبيعة دورية.
والكلمة الإنجليزية "cycle" التي تعني "دورة" باللغة العربية هي كلمة مشتقة من الكلمة اللاتينية "κύκλος" والتي تعني "دائرة". وهناك أمثلة عديدة للدورات في الطبيعة، فعلى سبيل المثال دوران الأرض حول الشمس (365.25 يومًا)، ودوران القمر حول الأرض (27 يومًا)، ودوران الأرض حول محورها (24 ساعة)، ونشاط البقع الشمسية (11 عامًا)، وغزارة أسماك السلمون الأطلسي (9.6 عامًا)، والليل والنهار، والمد والجزر (الموجات العالية والمنخفضة)، والفصول الأربعة. ويمكن أيضًا ملاحظة الدورات في الأسواق الصعودية والهبوطية.
يتم التعبير بالرسم البياني عن نشاط السعر في الأسواق المالية باستخدام محورين - محور السعر ومحور الزمن. يعتبر السعر هو صُلْب ومركز الكثير من نظريات ومفاهيم وأدوات التحليل الفني. وعلى النقيض، يحظى الزمن غالبًا بقدر أقل من الاهتمام - ولكن لا يتم تجاهله تجاهلاً تامًا. قام رالف نيسلون إليوت، وهو محاسب ومؤلف أمريكي، بابتكار مبدأ الموجة. وتتمحور هذه النظرية حول تحليل زمن الموجة والأنماط الاستمرارية مثل المثلثات، التي ذكر إليوت إنها يمكن أن تتنبأ بالزمن الذي يمكن الوصول فيه إلى حد أدنى للهدف أو للمستوى المستهدف للسعر. وهناك مثال آخر وهو وليام ديلبرت جان، والذي ادعى أنه يستطيع التنبؤ بتواريخ وأوقات الصراعات الدولية والأحداث المالية البارزة باستخدام طرق معتمدة على الهندسة وعلم الفلك والرياضيات القديمة.
يمكن استخدام الدورات الزمنية للتنبؤ بنهاية سوق صعودية و/أو هبوطية وسريان خط الاتجاه. ويمكن أيضًا تعديل المتوسطات المتحركة ومؤشرات التذبذب للاستفادة منها في فترة الدورة السائدة. وفي حقيقة الأمر، فعادة ما يتم تحديد فترة تلك المؤشرات على أنها تساوي نصف الدورة. فعلى سبيل المثال، تتكون الدورة القمرية من 28 يومًا - ولذلك فإنه ليس من المستغرب أن الكثير من المؤشرات تستخدم فترة 14 لتكون هي الفترة الافتراضية لها.
هناك ثلاثة معايير مهمة مرتبطة بالدورات وتحليل الدورات وهي: النطاق والفترة والمرحلة.
يشير النطاق إلى ارتفاع الموجة، أي المسافة بين قمة الموجة وقاع الموجة. ويتم قياسه بالوحدات السعرية. وتشير فترة الموجة إلى المسافة بين قاعين متتاليين. ويتم قياسها بالوحدات الزمنية. ومن ناحية أخرى، تقيس المرحلة الاختلاف بين الموجتين. وهي المسافة بين القاعين في موجتين. ويتم قياسها بالوحدات الزمنية.
يبحث المحللون للدورات عن الدورات على المخططات البيانية للسعر من أجل مساعدتهم في تحديد نقاط التحول في السوق. وإحدى الطرق المستخدمة لتحديد الدورة هي من خلال الفحص البصري. صحيح أن هذه الطريقة قد لا تكون مهمة سهلة - ولاسيما بالنسبة للمبتدئين - ولكن مع الممارسة المستمرة فإن الدورات ستكون واضحة. وقياس الفترة بين القيعان المتتالية ثم بعد ذلك حساب متوسطها يمكن أن يكون مؤشرًا جيدًا لتقدير قاع الدورة التالية.
إذا لم تكن الدورات واضحة من خلال الفحص البصري فإنها على الأرجح لا تكون موجودة.
كان عالم الاقتصاد وليم ستانلي جيفونس هو أول من لاحظ خلال بحث طويل في القرن التاسع عشر أن هناك أزمة مالية تتبع نمطًا أو دورة حيث كانت تلك الأزمة تحدث كل 11 عامًا. وقد تحدث علماء آخرون أيضًا عن السلوك الدوري للظواهر الاقتصادية. فقد كتب "كوندراتيف" عن دورة مدتها 54 عامًا في أسعار الجملة، في حين أشار "كوزنتس" إلى دورة في قطاع العقارات مدتها 18 عامًا في الولايات المتحدة. وحدد "جوجلار" أيضًا دورة في ارتفاع وهبوط أسعار الفائدة ومدتها 9 و 11 عامًا.
وفي حين قوبلت معظم هذه الأبحاث بانتقادات لاذعة، ولكن لن نخسر شيئًا من دراسة وجهات نظر بديلة. فإذا كانت الدورات موجودة فعلاً في الأسواق المالية، يجب على المستثمرين أن يكونوا مطلعين ومنفتحين بالقدر الكافي لدراستها عند التخطيط لإستراتيجيات التداول الخاصة بهم.
إخلاء المسؤولية: تتكون هذه المادة المكتوبة/المرئية من آراء وأفكار شخصية. لا ينبغي تفسير المحتوى باعتباره يتضمن أي نوع من النصائح الاستثمارية و/أو الحض على القيام بأي معاملات. ولا ينطوي المحتوى على أي التزام بشراء خدمات استثمارية أو يضمن أو يتنبأ بما سيكون عليه الأداء في المستقبل. ولا تضمن شركة FXTM أو المنتسبين إليها أو وكلاءها أو مديريها أو مسئوليها أو موظفيها دقة أو صحة أو التوقيت المناسب أو كمال أي معلومات أو بيانات واردة ولا يتحملون أي مسؤولية فيما يتعلق بأي خسارة ناجمة عن أي استثمار تم على أساسها.
التحذير بشأن المخاطر: تداول المنتجات القائمة على الرافعة المالية مثل الفوركس والعقود مقابل الفروقات يحمل مستوى مرتفع من المخاطر. ولا ينبغي عليك المخاطرة بأكثر مما يمكنك أن تتحمل خسارته، ومن المحتمل أن تخسر أكثر من استثماراتك الأولية. ولا ينبغي أن تقوم بالتداول إلا إذا كنت تفهم فهما تاما المدى الحقيقي لتعرضك لمخاطر الخسارة. ويجب عليك عند التداول أن تأخذ في اعتبارك على الدوام مستوى خبرتك. إذا بدت المخاطر التي ينطوي عليها التداول غير واضحة بالنسبة لك، يرجى الاستعانة بمشورة مالية مستقلة.